هو الوزير أبو المطرف بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن يحيي بن وافد ابن مهند اللخمي أحد أشراف أهل الأندلس، عني عناية بالغة بقراءة كتب جالينوس، وتفهمها وتمهَّر بعلم الأدوية حتى ضبط منها ما لم يضبطه أحد في عصره، استوطن مدينة طليطلة، وكان في أيام ابن ذي النون، ومولد ابن وافد في ذي الحجة من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وعاش حتى سنة ستين وأربعمائة من الهجرة([1]).

وكان لابن وافد منهج وطريقة في العلاج والدواء، فكان من مذهبه أن يستعمل الأغذية قبل الدواء ما أمكنه ذلك، فإذا لم تنجح لجأ إلى الأدوية المفردة، قبل أن يلجأ إلي المركبة منها([2])، فإذا اضطر ابن وافد إلى الأدوية المركبة، كان على الطبيب ألا يكثر من التركيب، أي أن الغذاء قبل الدواء، ولهذا السبب عُرِف ابن وافد في أوربا في العصور الوسطى بالفيلسوف ابن وافد، وقد عانى في جمع الأدوية وترتيبها نحوًا من عشرين سنة لتصحيح أسمائها وتحديد صفاتها وخصائصها، وتفصيل قوامها ودرجاتها([3]).

ويقول ابن أبي أصيبعة عنه: «إن لابن وافد نوادر محفوظة وغرائب مشهورة في الإبراء من العلل الصعبة والأمراض المخوفة، أيسر العلاج وأقربه، وله العديد من المؤلفات أهمها وأشهرها كتاب (الأدوية المفردة)»([4]) وهو كتاب جليل لا نظير له، فقد جمع فيه ابن وافد ما تضمنه كتاب ديسقوريدس وكتاب جالينوس في الأدوية المفردة، ورتبه أحسن ترتيب، وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغات اللاتينية باسم «كتاب في العقاقير البسيطة» كما ترجم إلى اللغة العبرية، والكاتالونية.

ولابن وافد كتب أخرى منها كتاب «الوساد في الطب» وهو عن الأمراض ومعالجتها من الرأس إلى القدم، والدهونات والأدوية والعلاجات، وقطورات العين، وله كتب عن الحمامات، والمجربات في الطب، وكتب في العلافة والزراعة([5]).

يقول عنه المقري: «وأنه آية الله تعالى في الطب وغيره، حتى إنه عانى جمع ما في كتابه من الأدوية المقررة، وعرف ترتيب قوامها ومفرداتها ودرجاتها»([6]).

توفي الوزير أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن وافد اللخمي سنة 466هـ، 1074م بطليطة([7])