كان المجتمع المصرى فى العصر الفطمى ينقسم بصفة عامة الى سنيين وهم جمهرة المصريين قبل وفود الفاطميين الى مصر وشيعيين وهوم الذين وفدوا اليها من بلاد المغرب ، وقد تحول كثيرا من السنيين وبعض النصارى واليهود الى المذهب الشيعى طمعا فى الهبات والعطايا الى كان الفاطميون يغرون بها الناس للانصمام الى مذهبهم وتقلد كثيرا من اليهود بعد اسلامهم وتشيعهم أرقى المناصب فى الدولة ومن بينها منصب الوزارة
كما كانت توجد فى القاهرة طبقة من الاتراك الذين تاكثراو منذ عهد ابن طولون وكذلك السودانيين الذين ظهر أمرهم فى عهد الحاكم حيث استعان بهم على الجنود الاتراك ، فأحرقوا القاهرة عقابا للمصريين الذيم كانوا يحنقون عليه لسوء سياسته
الاعياد والمواسم فى القاهرة الفاطمية
لقد كان للخلفاء الفاطميين عناية خاصة بالاعياد والمواسم وابتدعوا الكثير من الاعياد وفى تلك الاعياد خصوصا عيدى الفطر والنحر ، كانت تمد الاسمطة ( الموائد ) ، وتعد ألوان الطعام الوفيرة ويدعى الناس اليها من جميع الطبقات لا فرق ولا تمييز ليأكلوا ويشربوا مما لذ وطاب والفاطميون يلتمسون من وراء ذلك رضا الشعب ومحبته واجتذاب الناس للمذهب الشيعى1
وفى ذلك يقول ابن تغرى بردى فى كتابه النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة
” ففى يوم عيد الفطر ، كان يقام السماط مرتين ، وفى عيد النحر مرة واحدة فى قاعة الذهب ، احدى قاعات القصر الفاطمى ، ويعبى السماط فى الليل وكان طوله ثلثمائة ذراع فى عرض سبعة أذرع وعليه من أنواع المأكل أشياء كثيرة فيحضر اليه الوزير أول صلاة الفجر والخليفة جالس فى الشباك ومكنت الناس
منه فاحتملوا ونهبوا ما لا يأكلونه ويبيعونه ويدخرونه ، وهذا قبل صلاة العيد ،
فاذا فرغ من صلاة العيد مد السماط المقدم ذكره فيؤكل ، ثم يمد سماط ثان من
الفضة يقال له المدورة عليها أوانى الفضة والذهب والصينى فيها من الاطعمة الخاص ما يستحى ذكره والسماط بطول القاعة وبالاضافة للحوم والفارخ والحمام والحلوى يؤتى بقصرين من حلوى اشبه بالتورته اليوم قد عملا بدار الفطرة زنة كل واحد منها سبعة عشر قنطارا فيمضى بواحد عن طريق قصر الشوق الى باب الذهب ويشق بالاخر من الجانب بين القصرين فينصبان أول السماط وآخره ، ثم يخرجالخليفة راكبا فينزل على السرير الذى عليه المدورة الفضية وعلى رأسه أربعة من كبار الاساتذة المحنكين ثم يستدعى الوزير فيجلس عن يمينه والامراء ومن دونهم فيجلسون على السمط ولا يقوم
الخليفة الا قرب الظهر ثم يخرج الوزير ويذهب الىداره ويعمل سماطا يقارب سماط الخليفة وهكذا يقع فى عيد النحر فى أول أيا منه “1
وكان يمد سماط عظيم فى سرادق رحب على شاطىء النيل ، على مقربة من المنظرة المعروفة بمنظرة السكرة كما كان يصنع فى مولد النبى صلى الله عليه وسلم عشرون قنطارا من الحلوى توضع على ثلثمائة خوان ( صينية ) وتوزع على الناس فى الازهر
كما ان الخلفاء الفاطميون كانوا يخرجون فى مواكب غاية فى الفخامة والابهة للاحتفال بالاعياد والمواسم أو للصلاوة فى المساجد أو لتوديع فرقة من الجيش أو لاحياء مناسبات أخرى وكان ركوب الخليفة لا ينقطع فى القاهرة من أول العام حتى شهر رمضان
ومن أشهر هذة الايام والاحتفالات الاحتفال بأول العام الهجرى حيث توضع الترتيبات والتنظيمات وتفتح خزائن الفرش والكسوات والاسلحة والاعلام والبنود والسروج والتجميل 2
ولقد تعرض المؤرخ ابن تغرى بردى لذلك بالتفصيل للركوب الخليفة فى الاعياد والاحتفالات فقال ” يخرج الخليفة فى جمع زاخر من ةأفراد أسرته وغلمانه وبطانته ووزرائه وموظفى دولته وجنوده من مختلف الاسلحة والاجناس راجلين وراكبين يركبون الجياد المطهمة ويسيرون فى نظام دقيق ويصطف الامراء والوزراء على باب النصر حتى يهل الخليفة بطلعته
ثم يسيرون والمظلة على يسار الخليفة ، وصاحبها يبالغ الا يزول عنها ظلها فاذا وصل الخليفة الى الجامع الاقمر وقف وقفة وانفرج الموكب واتجه الخليفة الى القصر يحف به الوزير والامراء وهم مشاة الى ان يصل الى باب القصر فينزل الخليفة وينصرف الوزير والباقون وينتظرون فى بيوتهم فتأتيهم دنانير ذهبية كانت قد ضربت فى العشر الاخير من ذى الحجة عليها تاريخ السنة التى ركب فيها فيحمل للوزير شىء كثير منها والى اولاده واقاربه ثم الى ارباب الرتب ” 3