هو الشيخ الإمام الفاضل موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف، موصلي الأصل، بغدادي المولد، اعتنى كثيرًا بصناعة الطب لمَّا كان بدمشق، واشتهر بعلمها([1])، استقر البغدادي في القاهرة فترة ومَارَسَ بها تشريح الجثث البشرية أثناء المجاعة الناجمة عن نقص ماء النيل، ثم عاد إلى بغداد واستقر بها إلى حين وفاته.

والبغدادي هو الرائد الأول في اكتشاف مرض السكر وتشخيص أعراضه السريرية، وحصرها في استرسال البول وكثرته والعطش الدائم والهزال وجفاف البدن، وجعل علاجه له في الحمية والهدوء وراحة البال والنفس[2]

ومن أشهر ملفات البغدادي في الصيدلة مقالة تشتمل على أحد عشر بابًا تناول فيها حقيقة الدواء والغذاء، ومعرفة طبقاتها وكيفية تركيبها([3]).

وله مقالة في الرواند ومقالة في الحنطة، ومقالة في الشراب والكرم، وله اختصار كتاب الأدوية المفردة لابن وافد، واختصار كتاب الأدوية المفردة لابن سمجون، وله كتاب كبير في الأدوية المفردة.

وللبغدادي كتاب كبير في الترياق، وله مقالة هامة في ميزان الأدوية المركبة من جهة الكميات، ومقالة في موازنة الأدوية والأدواء من جهة الكيفيات، وله مقالة في تعقب أوزان الأدوية، وله مقالة تتعلق بموازين الأدوية الطبية في المركبات([4])، وللبغدادي كتاب المراقي، وله مقالة في صفات الحشائش ومنافعها، وله بعض الكتب في الكيمياء، ورسالة في المعادن([5]).

لقد كان البغدادي طبيبًا مشهورًا أشير له بالبنان في الشام ومصر، وهو عالم بالأدوية والعقاقير على نحو أو آخر، وكان عشابًا ملمًّا بالأعشاب المفيدة كعلاج([6]).

ويبدو لنا من مؤلفات البغدادي أنه ركز على موضوع على جانب كبير من الأهمية في مجال الصيدلة، وهو موازين الأدوية؛ حيث أفرد لذلك العديد من المقالات والكتب، وقلما نجد من الصيادلة والأطباء من خصص لموازين الأدوية ومعايرتها مقالات مفردة، مما يؤكد على تمكنه من علم الصيدلة والعلاج.