السقا هو الشخص الذى يقوم بنقل المياه من نهر النيل إلى إلى المنازل والأسبلة والمساجد ، ، وذلك لأنه فى تلك لأيام لم تكن هناك شركة للمياه فى القاهرة وكان الحصول على ماء الشرب مرتبطا بشخصية السقا والذى لعب دورا مهما فى توفير مياه الشرب لأهالى مدينة القاهرة
ونظرا لأهمية هذة المهنة لأن القائم بها يدخل بيوت الأهالى فكان لبد من شروط تتوافر فيمن يعمل بها هذة الشروط منها ما هو بدنى أى يتعلق بصحة جسد السقا ويتحقق هذا الشرط بعمل اختبار لمن يتقدم للعمل بمهنة السقا والاختبار عبارة عن حمل قربة وكيسا مملوء بالرمل وزنه حوالى 67 رطلا لمدة ثلاثة أيام بشرط أن لا يسمح له بالاتكاء أو الجلوس أو النوم
وفضلا عن ذلك لابد أن تتوافر فى السقا صفات أخى منها أن يكون أمينا ويحرص على طهارة الماء الذى ينقله من النيل حتى لا يلوث كما أنه لابد أن تكون القربة التى يحمل فيها الماء دائما نظيفة غير مصبوغة ولا يكون بها ثقوب
إن عمل السقا فى القاهرة لم يكن يقتصر فقط على تزويد البيوت والأسبلة والمنشآت الأخرى بالمياه ولكن امتد عمل السقا ليشمل المساعدة فى اطفاء الحرائق التى كانت تنشب بين الحين والآخر فى القاهرة ومشاركة السقا فى اطفاء الحرائق لم يكن امرا اختياريا بل كان يتعهد بذلك ، كما كان السقا يقوم برش الأسواق والأزقة لتلطيف درجة الحرارة بها لا سيما فى فصل الصيف ، وكان للسقايين مواسم ومناسبات يحصلون فيها على الكثير من النقود لا سيما فى شهر رمضان وفى الأعياد وفى حفلات الأفراح وختان الأبناء حيث يغدق عليهم الأهالى بالمال والكسوة ويفرقون عليهم اللحوم
كان للسقايين رخص يعملون بها كانت تصدر من نظارة الداخلية مكتوب فى كل رخصة اسم صاحبها ومرسوم عليها شخص يحمل قربة ماء وفيها أوصاف السقا وشكله
ظل السقا يقوم بدوره الحيوى سنوات طويلة حتى عام 1865م حيث ظهرت للوجود شركة مياه بمدينة القاهرة فأخذ دور السقا يختفى شيئا فشيئا حتى تلاشى دوره تماما
ولكن الأديب الكبير يوسف السباعى أبى أن ينسى الناس السقا وأيام السقا وألف لنا رواية جميلة مرتبطة باسم السقا ومهنته هى رواية السقا مات