كنت جالسا فى بيتى عقب الافطار وقفز الى خاطرى مرحلة ما قبل دخول المدارس وهى الفترة التى كنت وغيرى من ابناء القرية نقضى معظمها فى كتاب القرية وذلك منذ بلوغنا سن الرابعة نذهب الى الكتاب وفى ايدينا اللوح الخشبى وقلم من الغاب ونبدأ اولى خطوات تعلم القراءة والكتابة فى منظومة جميلة ليس بها نشاذ نجلس فى مكان رحب امام منزل الشيخ الذى يرسم لنا طريق طويلا يبدأ بحروف الهجاء وينتهى بحفظ كتاب الله تعالى حتى اذا بلغنا السابعة من العمر وقبل أن ندخل المدرسة الابتدائية كان معظمنا يتقن القراءة والكتابة ومبادىء الحساب ويحفظ ما تيسر له من كتاب الله تعالى وكان للكتاب فضلا كبيرا علينا وفى أيامنا هذة غابت معظم الكتاتيب عن الصورة وحل مكانها الحضانة ولله الأمر ورحم الله أيام زمان وكتاب زمان الذى رأيت ان أنقل لكم بعضا من صورته فى مصر والعالم العربى والاسلامى لنقف بأنفسنا على شكل كتاب زمان ودور هذا الكتاب فى الحياة العلمية والاجتماعية فى الحضارة الإسلامية ونقارن بين ما كان وما هو كائن ونلمس الفرق ومعذرة لشيخ الكتاب الذى تعلم ونشأ فيه عميد الأدب العربى طه حسين فى صعيد مصر والذى ذكره العميد فى قصة الأيام وركز فيه على شيخ الكتاب وعريفه

لقد انتشرت الكتاتيب فى العالم العربى والاسلامى وكان يطلق عليها قديما المكتب وكانت المكاتب قديما تقوم مقام مدارس المرحلة الأولى فى وقتنا الحاضر حيث يبدأ الصبي بها حياته العلمية مع ملاحظة أن مهمتها الأساسية كانت تحفيظ القرآن الكريم بالاضافة الى تعليم الاطفال القراءة والكتابة ،وكان هناك نوعين من المكاتب النوع الاول وهو المكاتب التي يرسل الأباء اليها أولادهم ليتعلموا مقابل دفع أجرة تعليم إلى صاحب المكتب ويمكن ان يسمى هذا النوع جوازا المكاتب الخاصة وهي تشبه المدارس الخاصة حاليا من حيث مبدأ دفع أجرة التعليم ، والنوع الثاني المكاتب التي أنشئت بهدف تعليم الأيتام والفقراء علاوة على صرف المعاليم النقدية والعينية لهم ولمؤدبيهم من الأموال الموقوفة عليهم ويسير العمل فى هذه المكاتب وفق شروط ونظام التى ربما تختلف من واقف لآخر وعن هذا النوع وردت إشارة لدى ابن فضل الله العمري فى حديثه عن الأمير بكر نائب الشام فى عصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون والذي بني عام 710هـ/ 1310م مدرسة جليلة الى جوار رباط المنصور قلاوون وبأعلاها خانقاة مشرفة وبحضرتها مكتب أيتام.

الكتاب ( الشكل والتكوين المعمارى)

الكتاب من المكونات الهامة التي لازمت السبيل فى أغلب الأحيان سواء فى العصر المملوكي او العثماني على الرغم من انه كان يصرف عليه من نفس الأوقاف التى توقف على السبيل وكان الهدف من انشاء هذه الكتاتيب هو تعليم الاطفال الصغار من ايتام المسلمين بالاضافة الى ما يبغيه الواقفين لهذه المباني من نيل المزيد من البركة والثواب من وراء هذة الأعمال الخيرية . . وأيا كان الأمر فتخطيط الكتاب يأخذ نفس تخطيط الطابق الموجود أسفله اى حجرة السبيل مهما كان شكلها ,وهناك بعض الدخلات بجدران حجرة الكتاب  بها رفوف تختص بحفظ ادوات المؤدب والاطفال. غير أن هناك فى أحيان أخرى توجد حجرة للمؤدب أو شيخ الكتاب وكان لهذه الحجرة مرافق منها المرحاض. ويطل الكتاب على الشارع عادة ببائكة من عقود محمولة على أعمدة تختلف باختلاف المساحة التي يشغلها الكتاب واتساع الواجهة والجزء السفلي من البائكة يغشى بالخشب الخرط ، كما يعلو الكتاب غالبا مظلة من الخشب تعرف بالرفرف فى وضع مائل لحجب الشمس غير أن هناك بعض الكتاتيب التي كانت تحتوي على رفرفين من الخشب أحدهما بالواجهة الرئيسية للكتاب والثاني محمول على بائكة من أعمدة خشبية تتقدم البائكة الكبرى واقل منها فى الارتفاع وأقدم مثال لهذه الظاهرة نشاهده بالكتاب الذى يعلو سبيل عبدالرحمن كتخدا بمنطقة النحاسين بشارع المعز لدين الله الفاطمى بالقاهرة وغالبا ما كان يتم الصعود للكتاب من مدخل مشترك مع السبيل وسلم منفصل وفى النهاية نجد أن الكتاتيب تعد من أبسط التكوينات المعمارية التي لا تحتاج في اداء مهمتها لمواصفات خاصة نظرا لبساطة وظيفتها وكان من الممكن ألا يكون للكتاب تكوين معمارى ـ بعكس السبيل ـ غير أنه كان من المسموح به تعليم الأطفال فى المساجد إلا أن النبي نهى عن تعليم الخط فى المساجد وأمر بتنزيهها من الصبيان والمجانين لأنهم يسودون حيطانها وينجسون أارضها. ومن هنا كانت ظاهرة وجود الكتاتيب أعلى الأسبلة دون المساجد والزوايا الدينية

الشروط التى لابد من توافرها فى الكتاتيب

وقد اشترطت كتب المعاصرين أن تكون تلك المكاتب في أماكن ظاهرة لا يخفى المكتب فيها عن نظر المارة فى الطريق والا يكون موضع المكتب فى أحد الشوارع التي يغلب على ساكنيها أهل الذمة ويستحسن أن يكون بالسوق ان امكن ذلك فإن تعذر فعلى شوارع المسلمين ا وفى الدكاكين ويكره أان يكون بموضع ليس بمسلوك للناس فان الصبيان يسرع اليهم القيل والقال فاذا كان بالسوق وعلى الطريق أو في الدكاكين ذهب عن ذلك وفيه فائدة أخرى عظيمة وهي اظهار الشعائر لانه أجلها

 المؤدب أو معلم الكتاب

واشترطت المصادر المعاصرة فى مؤدب الاطفال عدة شروط منها ان يكون صحيح العقيدة واول ما يتعين على الاباء الفحص عن عقيدة معلم أبنائهم قبل البحث عن دينه لأنه كثيرا من الصبية ينشأون وعقيدتهم فاسدة كذلك اشترط فيه أن يكون متزوجا منعا لسوء الظن به فالغالب اسراع سوء الظن به اذا ما كان غير متأهل فاذا كان متأهلا انسد باب الكلام والوقيعة فيه وينبغي أن لا يضحك مع الصبيان ولا يباسطهم لئلا يؤدى ذلك الى الوقوع في عرضه وعرضهم وإلى زوال حرمته عندهم إذ أن من شأن المؤدب أن تكون حرمته قائمة على الصبيان ” كذلك لم يكن يسمح لعازب بان يفتح مكتبا لتعليم الأطفال إلا أن يكون شيخا وقد اشتهر بالدين والخير ومع ذلك لا يؤذن له بالتعليم إلا بتزكيه وثبوت أهليته لذلك كما اشترط عليه الا تستخدم أحد الصبيان فى حوائجه واشغاله التي فيها عار على أبائهم كنقل التراب والزبل وحمل الجارة وغير ذلك ولا يرسله إلى داره وهي خالية لئلا يتطرق اليه التهمة 

 عاملة المؤدب للأطفال

وفى معاملته لاطفال المكتب فقد اشترطت كتب المعاصرين على المؤدب الا يفرق بين أبناء الأغنياء والفقراء في المعاملة وأن يتولى تعليمهم بنفسه إن امكنه ذلك فإن لم يمكنه ذلك فلا يغفل عنهم لحظة خوفا من وقوع بعض المفاسد وأن يكون الصبيان عنده بمنزله واحدة لا يميز بعضهم على بعض كذلك لا يسمح لهم بان يحضروا معهم الأطعمة أو النقود لأن من هذا الباب ينكسر خاطر الصغير الفقير منهم والضعيف لما يرى من جدة غيره بما ينبغي به ألا يدع أحدا من الباعة يقف على باب المكتب ليبيع للصبيان خوفا مما قد يقع من ذلك من مفاسد“. أما عن التعليم داخل مكاتب الأطفال فقد كان يلحق بها الأطفال من سن الرابعة وحتى العاشرة وبداخل المكتب يجلس الأطفال حول مؤدبهم على حصير مفروش على الأرض كما كانت فى حوائط بعض المكاتب كتيبات (دواليب) توضع فيها المصاحف والأقلام والألواح والدوى وكان الهدف الاساسي من التعليم داخل المكتب هو تعليم آداب الدين إلى جانب القرآن الكريم الذي كان يعلم تلقينا حفظا له عن التعريف والتصحيف كذلك كان على الأطفال أن يتعلموا فى سن مبكرة قواعد الوضوء والصلاة وقواعد الإسلام الخمس كذلك يحفظون بعض الحكم والأمثال وبعض أبيات من الشعر عن طريق التكرار مع زملائهم وبطريقة غنائية خشية النسيان كما كان الخط العربي من المواد الأساسية التي تدرس للأطفال فى مكاتبهم وكان المؤدب يقوم بهذه المهمة بنفسه غالبا وأحيانا كان يعهد بذلك إلى مكتب يعلم الخط المنسوب ولعله كان يصرف لهؤلاء الاطفال فى المكتب الاقلام والمداد والألواح والدوى التي كانت تشترى من ريع الوقف ولعله وجد فى كل مكتب من هذه المكاتب ما يسمى بالعريف وهو الذي يتولى وظيفة العرافة وهو الموجه لعشرة أنفار غالبا ، وكان العريف مساعدا للمؤدب فهو من جملة الأطفال بالمكتب ويستمر فيه ولو كان بالغا وكان يعين المؤدب فى عمله بالمكتب ، ويقوم مقامه أثناء غيبته ويساعده فى تعليم الاطفال. ولم يكن تعليم الاطفال قاصرا على تحفيظ القرآن وبعض الأحاديث وبعض أبيات من الشعر إلى جانب تعليم والكتابة والخط بل اشترطت بعض كتب المعاصرين أنه ينبغي على كل طفل من أطفال المكتب ” أن لا يبصق فى المجالس ولا يتمخط بحضرة غيره ولا يضع رجلا على رجل ولا يضرب بكفه تحت ذقنه ولا يستدير غيره ولا يغمز رأسه بساعده فان ذلك دليل الكسل ويعلم كيفية الجلوس ويمنع اليمين صدقها وكذبها حتى لا يتعود فى الصغر، ويمنع ان يبتدئ بالكلام ويعود أن لا يتكلم  إلا جوابا وأن يحسن الإستماع مهما تكلم غيره ممن هو أكبر منه سناً ويوسع لمن هو فوقه المكان ويمنع من لغو الكلام وفحشه وعن اللعب والشتم ومن مخالطة من يجرى على لسانه شئ من الفواحش فإن ذلك يسرى لا محالة من قرناء السوء وينبغي أن يعلم طاعة الوالدين ومعلمه ومؤدبه وكل من هو أكبر منه سنا ويعلم كل ما يحتاج اليه من حدود الشرع ويخوف من السرقة وأكل الحرام ومن  الكذب والخيانة والفحش ومن هذا يتضح لنا أن دور المكتب لم يكن قاصراً على تعليم القراءة والكتابة وحفظ القرآن بل تعداه الى كثير من الآداب العامة إلي يجب على الصغار تعلمها منذ نعومة أظافرهم بهذا كانت مهمة المكتب على جانب كبير من الأهمية. كما كان للمكتب ومؤدب الاطفال دور فى الرعاية الصحية للاطفال فاذا اشتكى احد الأطفال من مرض أو ألم مكان على المؤدب بعد أن تحقق من صدقة ان يصرفه حتى يمكن اهله من علاجه وفى نفس الوقت حماية لباقي الأطفال من العدوى هذا بالإضافة إلى الرعاية الى كان يوليها لهم فى غد وهم ورواحهم حيث يستعين فى ذلك باحد الاشخاص والذي كان يطلق عليه لفظ “سائق” وكان يختاره حسب مواصفات خاصة بحيث يكون أمينا ثقة متزوجا كذلك كان من سلطات مؤدب الأطفال أن يعاقب من أهمل منهم أو أمن ارتكب خطأ يستحق عليه العقاب لكنه اشترط ان يترفق بهم ولا يضربهم إلا على اساءة الأدب والفحش من الكلام وغير ذلك من الأفعال الخارجه من قانون الشرع كما كان عليه الا يضرب صبيا بعضا غليظة تكسر العظم ولا رقيقة لا تؤلم الجسم بل تكون وسطا وان يتخذ مجلدا عريض السير ويعتمد بضربه . على الالايا والافخاذ واسافل الرجلين لان هذه المواضع لا يخشى منها مرض ولا غائلة  .

أيام الدراسة بالكتاب

اما عن أيام الدراسة فى المكتب فإنها غير محدودة فقد نصت كتب المعاصرين على أنه يجب أن يكون هناك أيام للبطالة أما عدد الأيام هذه فيبدو وإن كان متروكا لرأي المؤدب صاحب المكتب من ذلك ما يؤكده ابن الحاج بقوله: ” وانصراف الصبيان واستراحتهم يومين فى الجمعة لا بأس به وكذلك انصرافهم قبل العيد بيومين او ثلاثة وكذلك بعده بل ذلك مستحب لقوله صلى الله عليه وسلم” روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإذا استراحوا يومين فى الجمعة نشطوا لباقيها كذلك لعل الأيام التي كان يكثر فيها المطر كانت ضمن الأيام التي تعطل فيها المكاتب او بسبب الأعذار مثل المرض أو الجمع والمواسم والأعياد ، كما كانت الدراسة تنتهي أحيانا عند الظهر فى يوم الثلاثاء والخميس من كل أسبوع ، كذلك لم تكن هناك مدة محددة يجب أن يقضيها الطفل فى المكتب إذ يرجع هذا إلى استعداد الطفل وميوله وقابليته للتعليم فقد يستطيع البعض ختم القرآن وله تسع سنين وقد يستمر البعض الآخر فى المكتب إلى سن المراهقة .

 الكتاب فى القدس الشريف

الكتاب أو المكتب اقتصر فيه التعليم على دراسة المرحلة الأولى والجدير بالذكر أن تعليم الأطفال وبخاصة الصبية منهم كثيرا ما كان يتم داخل احدى المدارس ويؤكد لنا مجير الدين ذلك فى حديثه عن الشيخ شمس الدين البسطا  من أنه كان يحفظ القرآن ويقرئ الأطفال بالمدرسة الطازية كذلك فى حديثه عن شمس الدين محمد بن غضية ت 880هـ / 1475م انه كان يؤدب الأطفال بالجوهرية ، ويؤكد لنا الرحالة فابرى الذي زار القدس أواخر القرن الخامس عشر ذلك بقوله: ” بينما كنت مرة نازلا من جبل صهيون فى طريقي إلى الكنيسة للصلاة سمعت أولادا يقرأون بصوت مرتفع فاقتربت من باب المدرسة ونظرت إليهم فرأيت صبيانا جالسين على الأرض وكانوا يرددون مجتمعين نفس الكلمات بصوت عال ويهزون رؤوسهم للأمام والخلف وقد استطعت ان أحفظ الكلمات التي رددوها مع موسيقاها وهي أول ما يعلمون صبيانهم لأنها أصل عقيدتهم  . كما تشير بعض المصادر إلى أن زوايا بيت المقدس كان معظمها أماكن لتعليم الأطفال فى العصر المملوكي حيث كان يقصدها هؤلاء الصغار وبخاصة الأيتام لحفظ القرآن على أيدي المؤدبين بها ، كذلك يجب أن نشير إلى أن الأطفال كانوا يتلقون تعليمهم أيضا داخل المسجد الأقصى فى مكان خصص لهم لهذا الغرض ، ويؤكد لنا مجير الدين ذلك في حديثه عن الشيخ عمر بن اسماعيل الحنفي مؤدب الأطفال 880هـ/ 1475م من أنه كان يؤدب الأطفال بالمسجد الاقصى بالمكان المجاور لجامع المغاربة من جهة القبلة وليس معنى هذا أنه لم تكن هناك مكاتب لتعليم الاطفال فاضافة الى ما سبق واشرنا من وجود مكتب للاطفال ، يذكر لنا مجير الدين ما يفيد تعدد تلك المكاتب فى حديثه عن نفسه وعن شيخه الفقيه علاء الدين على حيث يروى لنا أن هذا الشيخ أقام بالقدس وأدب الأطفال به وسمع الحديث وقد قرأ عليه مجير الدين بمكتب باب الناظر الذي سمي بذلك لوقوعه بجوار باب الناظر أحد ابواب المسجد الاقصى كذلك نراه يذكر لنا مكتب التربة الطازية التي انشأها الامير طاز المتوفى سنة 763هـ بالإضافة إلى مكتب المدرسة الجوهرية التي أنشأها الامير جوهر زمام الادر الشريفة سنة 844هـ.

الكتاب فى بلاد المغرب العربى

كانت الكتاتيب التي تمثل مراحل التعلم الاولى منتشرة فى بلاد المغرب فى القرى والمدن قد يكون بجوار المساجد حيث يقوم عليها معلم يستأجر مكانا للتعليم وقد يشترك معلم او اكثر في تعليم الكتاب حيث يعلمون الصبيان مقابل اجر زهيد اسبوعيا او شهريا أو سنويا ولا تخضع هذه الكتاتيب لاية سلطة ادارية او تفتيشية. ويذهب الصبي مبكرا إلى الكتاب فيبدأ بحفظ القرآن ثم تعلم الكتابة ثم يعود الى المنزل ويرجع بعد الظهر ويظل به إلى آخر النهار ويظل الأمر على ذلك طيلة أيام الاسبوع ما عدا  يوم الخميس ظهرا وسحابة يوم الجمعة وربما قرأوا يوم الجمعة مساءا ثم يطوفوا مع الفقيه على المساجد لقراءة القرآن. ويتعلم الصبي أثناء الدراسة القرآن والكتابة والنحو والعربية وقد يتعلم الحساب والشعر وأخبار العرب إذا تطوع المعلم بذلك على أن أهم ما يدرس هو حفظ القرآن على الطريقة الفردية أو الجماعية ولكل صبي لوح  يكتب فيه ما يحفظه ويعاقب الصبيان الكسالى أو المتلاعبون بالنصح والتهديد والضرب وتنتهي مرحلة الحفظ بالختمة (الحرقة) فى بعض المدن . وعن التعليم فى الأندلس يقول ابن العربى ” مكان الصبى عندهم إذا عقل فان سلكوا به مثل طريقة لهم علموه كتاب الله فاذا حذقه نقلوه إلى الأدب فإذا نهض منه حفظوه الموطأ ” وكما كان الكتاب يأوى الاطفال كان يأوى البنات أيضا  لقد للكتاتيب دورا كبيرا فى النهضة العلمية فى الحضارة الاسلامية ويا ليت يعود دور الكتاب من جديد لاصلاح ما انكسر وتصدع فى مراحل التعليم الاولى لابنائنا