أن ما قدمه المؤرخون الاوائل كان وصفا منثورا للفسطاط والقاهرة ولم يرسم أحد منهم خريطة حتى ظهرت أول خريطة للقاهرة فى عام 933هـ 1526م التى رسمها ماتيو بجانووطبعت عام 982هـ 1574م (1)

خرائط القاهرة

أثبت المستشرق الفرنسي جان كلود جارسان في بحث له عن خرائط القاهرة ، أن أول خريطة وضعت للقاهرة ووصلت إلينا وضعها شخص مجهول يرمز له بالحرفين D.R. في عصر السلطان المملوكي أبو النصر قاتيباى 1468- 1496. وقد طبعت هذه الخريطة التي تعرف باسم خريطة Pagano Matheo لأول مرة سنة 1549 في فينسيا، وأعيد طبعها مرة ثانية في سنة 1574.
وفي سنة 1715 وضع الأب سيكار Sicard أول خريطة للقاهرة في العصر العثماني، ولم تنشر هذه الخريطة وما زالت محفوظة في المكتبة الأهلية في باريس (انظر كلود جارسان). والأب سيكار قس فرنسي أقام بمصر عدة سنوات عضوا في إحدى البعثات الدينية، ومات بالقاهرة سنة 1726  (2)
أقدم الخرائط المصورة للقاهرة موجودة في دار الكتب الوطنية بباريس (رقم 8402) وتاريخها حوالي عام 1480 وتوجد نسخة منها بالجمعية الجغرافية المصرية، وقد نشرها مارسيل كليرجيه في كتابه ” القاهرة”. وهناك خريطة أخرى رسمها بارتيلي عام 1570، كما رسم براون وهاجنبرج في نورمبرج خريطة للقاهرة1 وقد طبعتها مصلحة المساحة المصرية للبيع (3)

 خريطة القاهرة 933هـ 1526م ( ماتيو بجانو)

خريطة فريدة من نوعها فى أكثر من وجه فقد رسمت فى عصر يعد مبكرا لرسم الخرائط للمدن ، كا أن اسلوب رسمها أقرب الى الرسم المنظور منه الى رسم الخرائط ولكنها خريطة على اى حال ومعها نشرة باللغة الانجليزية مترجمة عن صفة مدينة القاهرة من طبعة نشرها براون وهاجنبرج فى نورمبرج عام 972هـ 1574م وهى أول رسم نعثر عليه لمدينة القاهرة ولا ننفى عنه أنه خريطة رغم الجهد الذى نقدره فى رسمها رغم الاسلوب العجيب والفريد الذى رسم به كانما هو منظور كامل أو بانوراما للمدينة كما راها من يحلق فى طائرة ورغم الجهد المبذول فى رسم الخريطة الا انها غير دقيقة فى بعض مواضعها لا سيما المنطقة الواقعة شمالى سور القاهرة والمحصورة بينه وبين الخليج الناصرى والمناطق الشمالية بصفة عامة وبعض المناطق شرقى الخليج

ويلفت النظر فى هذة الخريطة أن تعريجات النيل صحيحة بصفة عامة ولو انها جاءت على غير مقياس كما يلفت النظر انه ليس فى مواجهة القاهرة سوى جزيرة

واحدة هى جزيرة الروضة وهذا يعنى ان الجزر الاخرى التى ظهرت بعد ذلك فى خريطة كارستن نيبور وخريطة الحملة الفرنسية كانت تلتصق بالساحل الغربى زمن رسم هذة الخريطة كما يظهر بهذة الخريطة ثلاثة خلجان تخترق القاهرة وأن الخليج المصرى ينطمس بعد تجاوزه بركة الشيخ قمر يقليل ، كما يظهر أن موضع بركة الفيل كان منطقة مبنية ، وأن مجرى العيون يتصل فى

مبدئه جهة الجنوب بالنيل شمال حصن بابليون ثم يتجه شرقا ثم شمالا بشرق (4)

خريطة القاهرة (933هـ – 1526م)

هى خريطة فريدة في نوعها من أكثر من وجه ، فتقد رسمت في عصر يعد مبكراً لرسم خرائط المدن كما أن أسلوب رسمها أقرب إلي الرسم المنظور منه إلي رسم الخرائط ولكنها خريطة علي أي حال. وجاء معها نشرة باللغة الإنجليزية (مترجمة) عن صفة مدينة القاهرة من طبعة نشرها براون وهاجنبرج في نورمبرج عام (972هـ – 1574م) والآتي هو ترمتها العربية لفائدتها : القاهرة المدينة الكبيرة لمصر ، اسمها عندنا Alcairo cairus وعند العرب مصر ، وهي Alchaahyr عند الملدانيين ، ومعي مصرايم Misrayim بالعبري ، وبابليوم باللاتيني وتقع علي موقع ممتاز وهو بالتحديد قفل يبدأ تفرع نهر النيل إلي فروع عديدة فهي بمثابة قفل علي النيل ؛ لأن النهر صالح للملاحة صاعداً إلي المدينة وليس أسفل منها ، وتوجد ضواح كبية يحتوي بعضها علي ما يتراوح بين (3000 – 12000) ثلاثة آلاف إلي اثني عشر ألف منزل ، ويقال : إن القاهرة تحتوي علي نحو (30000) ثلاثين ألف بيت وعمارة. والعديد من السكان له مساكن كبيرة جداً وقصوراً فاخرة ومعابد تعرف بالجامع وهي كالكنائس او محافل ومستشفيات ومدارس ، وحمامات يستخدمونها ، ومذابح طبقاً لعادتهم  ، وعدد لا حصر له من المحاكم والمواخير ، ويوجد أيضاً مبان ضخمة هي مدافن أعيان الناس تعرف باسم التربة Turbah ويعتقد عتاة القاهرة أنهم يستطيعون التكفير عن سيئاتهم ببناء هذه العمائر العظيمة بالقرب من مقابرهم ويوقفون عليها صدقات جارية كبية للفقراء وأبناء السبيل وطلاب العلم والنساك وأصحاب المذاهب التي يوجد لها كثيرون.

ويوجد عديد من هذه الأماكن يجري عليها دخل سنوي يصل إلي (60000) ستين ألف بندقي ذهب وهكذا يأمل الطغاة أن يكسبوا لأنفسهم حياة سرمدية والنيل يغطي الأغراض العادية للنهر خاصة ما يتعلق بالإنتاج السمكي ، وفي موسم الفيضان تندفع المياه هنا وهناك خلال المدينة حتي تصير كالبحيرة ويصير علي الإنسان أن ينتقل في قوارب كما في فينيسيا وفي عام 881هـ / 1476م عم القاهرة طاعون استمر 3 أشهر مات في أحد أيامه (20000) عشرون ألفاً وبوسعنا من هذا أن نتحقق من حجم المدينة ، ويوجد حوالي (8000) ثمانية آلاف ينقلون الماء علي الإبل من النيل لبيعها في المدينة خاصة لرش الشوارع وتسكين الغبار.

وقد وجدت الآتي في دليل عن مصر : القاهرة مدينة جميلة تبلغ خمسة أضعاف باريس ويوجد بها عديد من الكنائس المسيحية الرائعة. والشوارع مزدحمة بالرجال والخيل والبغال (فمن المعتاد ان يركب جميع الرجال والنساء) فلا يستطيع أحد أن يمشي بدون إعاقة من يطبخون طعامهم في منازلهم في الطرقات ، قليلون جداً من يطبخون طعامهم في منازلهم ؛ فإن العديد من الناس يبيعون جميع الاحتياجات والطعام المعد إعداداً تاماً في الشوارع. ويوجد أكثر من (30000) ثلاثين ألفاً من هذه المطابخ.

وتوجد معابد كافرة كثيرة وكبيرة مثل القصور ولا يجرؤ مسيحي علي دخولها وإلا تعرض للموت ما لم يكن مستعداص لإنكار عقيدته المسيحية. وفيها أفران لتفريخ الكتاكيت من البيض بحرارة صناعية. وتلبس النساء سراويل من الحرير محلاة باللؤلؤ والأحجار الثمينة مثل تلك التي يرتديها الرجال ، وللرجال أن يتخذوا عدداً من الزوجات”.

(إلي هنا ينتهي الدليل المذكزر – وتستمر النشرة) ويفصل النيل عن القاهرة زيرة اسمها سربيوم وهي تحوير عن غربيوم – أو غربي وايضاً مقياس لأنها كما يذكر جون ليو أفريكانوس (ولد 1492م وما زال حياً 1526م) بها مقياس يقيس ارتفاع وانخفاض ماء النهر ، وهو يشير إلي أنه في أماكن عديدة بمصر خاصة حول “ممفيس” يوجد عديد من أعمدة الماء مثبتة لقياس ارتفاع النيل ، وهذه العادة بحكم الممارسة الطويلة ارتفاع النيل ، وهذه العادة بحكم الممارسة الطويلة صارت نوعاً من الخدمة الاهوتية والواجب المقدس . ولذلك فإن المسلمين – أصحاب عقيدة إسماعيل – جعلوا في هذه الجزيرة حفرة مربعة ضخمة عمقها حوالي (18) ثمانية عشر قدماً ، وقد بني فوقها معبد كبير جداً يسلك ماء النيل من تحت الأرض. ويقوم في وسط الحفرة عمود حجري ضخم عليه علامات لقياس ارتفاع الماء ويرسل أولاد صغار علي رءوسهم قلانس صفراء ذهبية يومياً من الجزيرة إلي المدينة لإعلام المواطنون بارتفاع وانخفاض الماء ومدي بشائر العام ، ويدعونهم إلي التكفير عن ذنوبهم ، ويكرمهم الناس عن أخبارهم الطيبة بالمنح والهدايا ، وبناء علي تلك العادة اكتسبت الجزيرة اسم المقياس.

وفي عام (1517م) استولي الإمبراطور التركي السلطان سليم الأول علي هذه المدينة الفسيحة، وفي (25 يناير) صعد إلي القلعة واختبأ السلطان طومانباي حتي عثر عليه في (11 إبريل) فوضع الحبل” أهـ.

من ذلك يتبين أن الخريطة التي نشرها عام (982هـ – 1574م) براون وهاجنبرج هي رسم للقاهرة حين كان ليو أفريكانوس (الحسن بن محمد الوزان) مازال حياً عام 932هـ / 1526م كما مر بنا ، وكان ذلك من ولاية الخصي سليمان باشا الخادم من قبل السلطان العثماني سليمان القانوني ابن السلطان سليم الأول.

وهي أول رسم نعثر عليه للقاهرة ولا ننفي عنه أنه كأنما هو منظور كامل أو بانوراما للمدينة كما يراها من يحلق في طائرة فوق ميت عقبة او قريباً منها. هذا الرسم يظهر في هذا الأطلس برقم (33) وقد منا بتحويلها إلي خريطة بأسلوب الشف من الرسم وحينئذ تبين لنا رغم الجهد الذي نقدره في رسمها أنها غير دقيقة في بعض مواضعها لاسيما المنطقة الواقعة شمالي سور القاهرة والمحصورة بينه وبين الخليج الناصري والمناطق الشمالية بصفة عامة وبعض المناطق شرقي الخليج واعتبرنا ما في هذه اللوحة بيانات لخريطة بمقياس رسم صحيح (1 : 18000) (رقم 34)س وهنا وجدنا بعض المواضع التي أشرنا إليها يستحيل رسمها بسبب أنه لا تتسع لها المساحات المتاحة كما أن بعضها خارج “إطار الخريطة مثل مسجد قايتباي بالقرافة لاسرقية وزاوية نجم الدين ونهاية الخليج المصري.

ويلفت النظر في هذه الخريطة أن تعريجات النيل صحيحة بصفة عامة ولو أنها جاءت علي غير مقياس. كما يلفت النظر أنه ليس في مواجهة القاهرة سوي جزيرة واحدة هي “جزيرة الروضة” وهذا يعني أن الجزر الأخرى التي ظهرت بعد ذلك في خريطة كارستن نيبور وخريطة الحملة الفرنسية كانت تلتصق بالساحل الغربي وزن رسم هذه الخريطة.

كذلك يظهر بهذه الخريطة ثلاثة خلجان تخترق القاهرة وأن الخليج المصري ينطمس بعد تجاوزه بركة الشيخ قمر بقليل. كما يظهر أن موضع بركة الفيل كان منطقة مبنية وأن مجري العيون يتصل في مبدئه جهة الجنوب بالنيل شمال “حصن بابليون” ثم يتجه شرقاً وشمالاً بشرق.

ولقد استفدنا في رسم هذه الخريطة (رقم34) بالثوابت التي لم تتغير مواضعها مثل : الخليج وجامع ابن طولون ومسجد زين العابدين ومسجد السيدة نفيسة ومسجد برقوق ومسجد الحاكم ومسجد المؤبد وبرج الظفر وبقايا سور القاهرة ومسجد قيسون ومسجد الظاهر ومسجد أبو السعود وميدان قره ميدان وبركة الأزبكية وكان عنوان الخريطة وبياناتها باللغة اللاتينية القديمة وفيما يلي ترجمة عربية لها.

القاهرة (كايروس) سابقاً بابليون ، عاصمة مصر وإلي جوار هذا العنوان “أهرامات مصر التي كان الفراعنة ينفقون عليها الأموال في مواسم الفراغ من العمل (البطالة) ليسجلوا أسماءهم في الأرض ويخلدوا ذكراهم أطول مدة ، ولكن يفقد صوابه من يظن أن مثل هذا الهرم يخلد ذكره”.

وبجانب تمثال أبي الهول جاء : “أبو الهل يتكون من قطعة واحدة من الحجر ، واجهته (16 ستة عشر قدماً صغيرة ، يقول ترابون : إن الملك أقام هذا المثال تخليداً لذكري رودبي محظيته الجميلة التي من “تراقيا” والتي اتخذها زوجة له. ويقول بطرس الشهيد : إن طول التمثال (58) ثمانية وخمسون قداً وبأسفل الرسم جاء  سبعة عشر بياناً عن أرقام وضعها علي الرسم :

1) مسلة من قطعة واحدة من الحجر طولها 12 قدماً وباتساع 7 أقدام.

2) مكان لحفظ البلسم (نبات صمغي عطري).

3) مدافن.

4) مكان لغسل القماش ، ومازال أكبر تلك المواقع يستخدم حتي الآن ، وبالمدينة أحواض للسباحة والترفيه.

5) أكوام القمامة.

6) أماكن لإيواء الفقراء ، حيث يعتبر الكرم أفضل الأخلاق.

7) تربة والترب منشآت لدفن الأشخاص ذوي المكانة.

8) بوسع السلطان من هذا الجزء المستوي من الأرض أن يسيطر علي الدولة.

9) مستودعات للأخشاب والفحم النباتي.

10) تجاه الروضة ، يرفع الماء ويجري إلي القلعة.

11) مصر العتيقة التي تسمي بابلونيا.

12) عامود وضع بطريقة لا تفيد في معرفة الارتفاع للإنتاج الزراعي.

13) سواقي لري الحدائق.

14) مكان لاحتفالات سباق الخيل وألعاب الفرسان.

15) أردية النساء النبيلات ، تزين الرءوس بحرير مرصع بالذهب وتغطي وجوهن تماماً بحيث يستطعن الرؤية دون أن يراهن أحد.

16) تركب النساء الحمير البيضاء ذات المعرفة ، أما نحن فقد ركنا البغال والخيول.

17) شجر الميزيون (شجرة أرجوانية) والنخيل والفواكه.

وقد أشار جومار من علماء الحملة الفرنسية الذي اختص بدراسة القاهرة وقلعة الجبل ضمن موسوعة وصف مصر للحملة الفرنسية ، والنص كما ترجمه د. أيمن فؤاد سيد : “لقد بدت لي خريطة للقاهرة قديمة جداً ، يظن أنها رسمت سنة 1593م ، غريبة بعض الشيء حتي أذكرها هنا ، وعنوان هذه الخريطة القاهرة الكبير.

وهي منظور من أعلي بطول حوالي نصف متر يمتد مجالها من الأهرامات وحتي قرب من القاهرة وحتي “مسلة عين شمس” وبذلك فإن المؤلف قرب من القاهرة آثارها حتي ندركها علي ورقة واحدة دون مراعاة لمقياس ارسم ، وعلي ذلك فإننا نستطيع أن نتعرف فيها جيداً علي المدينة الحالية بشوارعها الرئيسية ، “وميدان الأزبكية” الكبير المليء بالماء ، وخلجانها وقناطرتها ، وبابي النصر والفتوح … الخ. وكذلك علي ظواهرها “بولاق” و “مصر القديمة” و “مجري العيون” و “جزيرة الروضة” . وهذه الجزيرة تطلق عليها الخريطة اسم Cirbicam insula  والذي يسترعي الانتباه أن عمود المقياس لا يظهر في “جزيرة الروضة” ولكن في جزيرة إلي الجنوب منها تعادل “جزيرة الترسة” ومدينة الجيزة لا توجد علي هذه الخريطة ، كما أن جزيرة بولاق الكبيرة لم تكن تكونت بعد ، وكان الفضاء الواقع بين القاهرة والنيل مغطي بالمنشآت أكثر مما هو عليه الآن زمن الحملة الفرنسية ، كما أن حي الحسينية كان قد استكمل تماماً. ويشغل قصر السلطان الغوري الركن الشمالي الشرقي لهذا الحي ورغم أن الرسم سيقيم فإنه يثبت أن القصر كان واسعاً جداً وفي غاية الروعة. وكان المارستان أو (المستشفي الذي يأوي الفقراء وذوي الموارد الكبيرة جداً) وهي الكتابة المثبتة علي الخريطة – يقع خارج حائط السور الذي يفتتح فيه بابا النصر والفتوح ، وهي حالة (إذا كان ارسم صحيحاً في ها الوقت) لم أجد لها أثراً علي الإطلاق. ومنذ زمن هذه الخريطة لا تظهر أي منزل فيما وراء مجري العيون ، ولم تكن تدريبات المماليك تتم في هذا الوقت جنوب “مدينة بولاق” للسبب الذي ذكرته للتو ، ولكنها كانت تتم في فضاء واقع شمال هذه المدينة ويبدو أن مشهد آخر قد يثر انتباه الفضوليين ؛ إذ إن الشرح المدون يحوي هذه الكلمات (هنا ميدان الصيد) وفضلاً عن ذلك فإن هذه الخريطة تظهر أيضاً إن الشرح المدون عن ذلك فإن هذه الخريطة تظهر أيضاً مفردات أخرى تستحق الكر لولا أنها تخرج عن الموضوع ، مثل وجود أشجار للقرفة ، فنحن نري علي الشفة اليسري للنيل بين الجبل والنهر العديد منم الأشجار الضخمة التي يقول شرحها (هنا الأشجار الضخمة التي تتنتج القرفة) ” أهـ . ويضيف المترجم “كذا بالأصل واظن أنها يجب أن تكون الضفة اليمني”(5)

جومار وخريطة القاهرة

لقد أشار جومار الى هذة الخريطة فى كتابه وصف مدينة القاهرة وقلعة الحبل

ضمن موسوعة وصف مصر والنص كما ترجمه د ايمن فؤاد السيد

” لقد بدت لى خريطة للقاهرة قديمة جدا يظن انها رسمت سنة 1593م غريبة بعض الشىء حتى اذكرها هنا وعنوان الخريطة القاهرة الكبرى وهى منظور من أعلى بطول حوالى نصف متر يمتد مجالها من الاهرامات وحتى مسلة عين شمس وبذلك فإن المؤلف قرب من القاهرة اثارها حتى ندركها على ورقة واحدة

دون مراعاة لمقياس الرسم ، وعلى ذلك فاننا نستطيع أن نتعرف فيها جيدا على المدينة الحالية بشوارعها الرئيسية وميدان الازبكية الكبير الملىء بالماء وخلجانها وقناطرها وبابى النصر والفتوح ، وكذلك على ظواهرها بولاق ومصر القديمة ومجرى العيون وجزيرة الروضة وان كان عامود المقياس لا يظهر فى الجزيرة كما ان جزيرة بوق الكبيرة لم تكن قد تكونت بعد ، وكان الفضاء الواق بين القاهرة والنيل مغطى بالمنشآت أكثر مما هو عليه الان زمن الحملة

الفرنسية ، كمان حى الحسينية كان قد استكمل تماما ، ويشفل قصر السلطان الغورى الركن الشمالى الشرقى لهذا الحى ورغم أن الرسم سقيم فإنه يثبت أن القصر كان واسعا جداوفى غاية الروعة ، وكان المارستان الذى يأوى الفقراء وذوى الموارد الكبيرة جدا وهى الكتابة المثبتة على الخريطة ، ويقع خارح المدينة من جهة الشرق غير بعيد عن المقابر فى اتجاه حائط السور الذى يفتح فيه بابا النصر والفتوح

ومنذ زمن هذة الخريطة امتدت مصر القديمة تجاه الجنوب اذ ان الخريطة لا تظهر اى منزل فيما وراء مجرى العيون

والشرح المدون على الخريطة يحوى هذة الكلمات ( هنا ميدان الصيد ) وفضلا عن ذلك فإن هذة الخريطة تستحق الذكر ( 6 )

خريطة كارستن نيبور

لعل هذة الخريطة هى اقدم خريطة للقاهرة بعد الرسم المعروف بماتيو باحانو بذل فيعا نيبور من الجهد والمشقة والدراية برسم الخرائط الشىء الكثير ووضع عليها مقياسا للرسم ن ولو انها جاءت فى النهاية ليست دقيقة تماما طبقا لذلك المقياس ولكن كان للرجل كل العذر لما لاقاه من صعوبة فى هذا الشأن قال ” رسمت خريطة للقاهرة وللمدن القريبة منها وهى بولاق ومصر العتيقة والجيزة وكانت تلك مهمة شاقة بحق وخطيرة

أشار نيبور فى خريطته عن القاهرة الى بعض الاشياء منها

ـ الكيمان وان الكيمان أحسن موضع يشرف منه الانسان على المدينة هو

جبل المقطم والقلعة

ـ المساجد والمستشفى والبرك

ـ بولاق

ـ الفسطاط

ـ الروضة

ـ الخليج

ـ برك القاهرة بركة الازبكية وبركة الناصرية وبركة الفيل وبركة القصارين وبركة الفوالة وبركة القرايين

ـ القناطر والابواب

رسم نيبور الشوارع الرئيسية وبعضا من من منطقة شرق الازبكية ولم يرسم كل شوارع المدينة

كما رسم نيبور خريطته فى رمضان عام 1175هـ 1762م فى غير موسم فيضان النيل وظهر اثر ذلك على خريطته فكانما كانت بركة الازبكية جافة أو تكاد فقد رسم فى و سطها طريقا يخترقها بين الجهة الموصلة الى باب الحديد و الجهة الموصلة الى الموسكى ، كما رسم بركة الفيل وكانما انحسر الماء عن بعضها ولو أنه رسم مجرى النيل على اتم ما يكون عليه

ـ مفتاح الخريطة

كما وضع نيبور حروفا وأرقاما على خريطته أوضح بها القناطر والأبواب وغير ذلك من معالم القاهرة كما وضع مقياسا للرسم ابانت القياسات عدم دقته ولم يذمر أسماء الشوارع التى رسمها وليس من السهل تمميزها بالنظر حتى لابناء القاهرة(7)

خرائط الحملة الفرنسية

ثم جاءت الحملة الفرنسية عام 1798م وكانت مجهزة بعلماء ورسامين ومعدات ورغم ان هذة الحملة لم تمكث فى مصر الا نحو ثلاث سنوات فقد قامت بعمل كبير وجهد علمى مذهل ورسمت خرائط لنواحى عديدة من مصر يهمنا منها هنا خرائط القاهرة وضواحيها ، كما رسمت عديدا من اللوحات المنظورة للحياة فى مصر وفى القاهرة (8)

أعد علماء الحملة في فترة وجودهم في مصر أول خريطة تفصيلية لمدينة القاهرة وضاحيتي بولاق ومصر القديمة، أوضحوا عليها معظم المباني والشوارع والحارات والعطف والبرك والبساتين التي كانت موجودة في هذا الوقت، كما أوضحوا الشوارع التي فتحوها أو بدأوا في فتحها بمدينة القاهرة أثناء إقامتهم بمصر، وأهمية هذه الخريطة في هذه الدراسة في أنها توضح مدى التغير الذي طرأ على المدينة في فترة الدراسة خلال القرن 19م. تتكون هذه الخريطة من ثلاثة أجزاء، الأول خاص بمدينة القاهرة والثاني خاص ببولاق والثالث لمصر القديمة والجيزة.
خريطة القاهرة أما خريطة مدينة القاهرة فتتكون من ثمانية أقسام متداخلة في معظمها وقسم للقلعة، وذلك لأن مدينة القاهرة حتى دخول الحملة الفرنسية كانت مقسمة على أساس مدينة القاهرة الفاطمية داخل أسوارها، وظواهرها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، ومقسمة من داخلها على أساس الأسواق والشوارع والحارات (الخطط) ولم تكن مقسمة إلى أقسام أو أحياء كما أراد الفرنسيون تقسيمها، فتداخلت الأقسام في بعضها البعض، وقد قسمت هذه الأقسام بداية من قلعة الجبل فغرباً إلى النيل، فشمالاً إلى أسوار القاهرة الشمالية فشرقاً فجنوباً إلى القلعة مرة أخرى (9)

خرائط الحملة الفرنسية للقاهرة 

ولكي يسيطر العسكريون على القاهرة ويتيسر لقواتهم التحرك فيها، كان لابد لهم ان يستر شدوا عند كتابة تعليمات القادة وأوامرهم للجند أن تكون لديهم الخرائط الموضحة التي تيسر لهم مهماتهم، لم يكن في أيديهم شئ من هذا القبيل ولذلك بدئ العمل بسرعة في رسم خريطة للإسكندرية وأخرى للقطر المصري، وثالثة لمدينة القاهرة، وقد بدأ ضباط المساحة العسكرية والمهندسيون في تقسيم المدينة إلى أجزاء وقامت كل جماعة منهم برسم الجزء الخصا بها وهكذا نهض جاكوتين وجماعته بجمع المعلومات الخاصة بخريطة لنواحي القاهرة، في حين نهض رئيس الجماعات وهو Jrdyrtviude بإعداد رسم خريطة مصر بعد أن خدجد مقياس رسمها، وفي منتصف أكتوبر عام 1798 كان العمل في خريطة القاهرة على وذلك الإنتهاء، فقد كانت المنافسة شديدة جدا بين المهندسين المدنيين منهم والعسكريين في سبيل إنجاز تلك الخرائط، وموجز القول أصبحت للقاهرة في نهاية عام 1798 خريطة واضحة عليها جميع المعالم الطبوغرافية المقيدة وأصبحت أساسا فيما بعد لجميع الخرائط

التي رسمت للقاهرة وغيرها من المدن الرئيسة، ومازالت هذه الخريطة تقدم المعلومات الوفيرة لمؤرخي القاهرة منذ العصور الوسطى حتى نهاية القرن التاسع عشر

خرائط الحملة الفرنسية عن القاهرة

ـ خريطة عامة لبولاق والقاهرة وجزيرة الروضة ومصر العتيقة والجيزة صممها السلدة جاكوتان ، سيمونيل ، لاتويل ، جومار ، ليسسن ، باشرف جاكوتان

ـ خريطة خاصة بمصر العتيقة وجزيرة الروضة والجيزة من تصميم السلدة جاكوتان ، ليسسن ، سيمونيل ، باشرف جاكوتان

ـ خريطة خاصة ببولاق من ضواحى القاهرة تصميم السيدين جاكوتان

وسيمونيل باشراف جاكوتان

ـ خريطة خاصة بمدينة القاهرة  من تصميم السادة سمونيل ، برتر ، ليسسن

تحت اشراف جاكوتان

اللوحة رقم 26

تتميز أقسام الخريطة بخط مؤلف من سلسلة نقاط وملون باللون الاحمر والارقام الطبوعة على الخريطة موزعة على تسع متواليات تناظر الاقسام الثمانية للمدينة بالاضافة للقلعة وتزداد الارقام كلما اتجهنا من اليسار الى اليمين ومن أعلى لاسفل فى صفوف أفقية من المربعات يستدل عليها جانبيا بالاحرف من aالى zوالارقام من 1الى 16

وبالاضافة إلى الارقام ، فقد طبعنا نفس أسماء المواضع الرئيسية اللازمة لفهم الخريطة ومع ذلك فهذة الاسماء مصحوبة أيضا بأرقام باستثناء المصطلحات النوعية مثل سوق وكتاب وسبيل ووكالة ووكالة وبئر

وقد تكرر نفس الرقم للمواضع التى لها بهض الامتداد مثل الشوارع والرحاب والمعالم الكبرى ، وتشير الارقام التى تحتها خط  على الخريطة الى اسماء الشوارع ، وقد صغرت هذة الخريطة الى مقياس 1: 5000نقلا عن الخريطة ذات الاربع عشرة ورقة الى رفعها المهندسون الجغرافيون بكل عناية بمقياس 1: 2000  3

كانت الخرائط المفصلة التي رسمها علماء الحملة الفرنسية لأحياء القاهرة ومعالمها وآثارها وشوارعها وطرقاتها التي كانت موجودة سنة 1800 هي الأولى من نوعها للقاهرة وكانت هذه الخرائط هي نقطة الإنطلاق لرسامي الخرائط الذين وضعوا خرائط القاهرة في عصر محمد علي وخلفائه  وإلى جانب هذه الخرائط المساحيّة ظهرت خرائط تاريخية للفسطاط، والقلعة، والقاهرة الفاطمية

اعتماداً على خريطة وصف مصر التي وضعها بول كازانوفا ورافيس

وقد أعادت مصلحة المساحة المصرية نشر خريطة الحملة الفرنسية للقاهرة سنة

1930م موضحا عليها التغيرات الى طرأت على القاهرة منذ زمن الحملة الفرنسية على مصر وعلى مدى 130 سنة

تطور القاهرة من خلال الخرائط

مصلحة المساحة المصرية. وفي أيام محمد علي رسم باسكال كوست خريطة للقاهرة وقد نشرها الأستاذ فييت في كتابه “محمد علي والفنون” ثم تتابع الرسامون ومصلحة المساحة في رسم وإصدار الخرائط التفصيلية. أهم خرائط القاهرة التي أوضحت عليها الآثار الإسلامية (لوحتان) بمقياس 1/5000 وقد أصدرتها مصلحة2 المساحة المصرية عام 1948م

خريطة 1868م

نشرها مارسيل كليرجيه فى كتابه عن القاهرة ويلاحظ فى هذة الخريطة

ـ عدم وجود كبارى على النيل

ـ وجود فراغ اسكانى بين القاهرة والنيل ولم يكن يطل على النيل سوى بولاق ومصر القديمة وبعض القصور كقصر العينى وقصر ولى العهد وقصر النيل ، وكانت الاراضى بين القاهرة والنيل مناطق مزروعة

ـ عدم اتصال عمران القاهرة بالاحياء الشمالية العباسية والدمرداش والزاوية الحمراء ولا بالاحياء الجنوبية كمصر القديمة

ـ الوضة جيرة مزروهة

ـ التصاق الجزيرة بالبر الغربى مع بداية انفصال عن الساحل وعبر عنها بجزيرة بولاق

ـ ابعاد القاهرة فى 4 كيلو متر بدون بولاق ومصر العتيقة والجيزة

ـ ظهور شارع الهرم

ـ ظهور سكة حديد الاسكندرية وسكة حديد السويس

ـ ظهور الخليج المصرى السلطانى كاملا الى فم الخليج

وأصدر جراند بك Grand bey مدير التنظيم بالقاهرة خريطة للقاهرة سنة

1874 بناء على أمر الخديوى إسماعيل. وقد سجلت هذه الخريطة على خريطة وصف مصر التعديلات الكثيرة التي أدخلت على القاهرة في السبعين عاما الأولى من القرن التاسع عشر وخاصة في مناطق الأزبكية وعابدين وبولاق وشبرا وقصر العينى.وخريطة جراند بك هذه كانت هي الأساس الذي وضع عليه

ماكس هرتس Max Herz عضو لجنة حفظ الآثار العربية وأول مدير لمتحف الفن الاسلامي بالقاهرة خريطته التي عملها لللآثار العربية وأول مدير لمتحف الف

الاسلامي بالقاهرة خريطته التي عملها للآثار الاسلامية في القاهرة بين أعوام 1914- 1916

ـ خريطة 1906م رسمت للهلال ويلاحظ فيها

ـ ظهور ثلاثة كبارى على النيل هى كوبرى امبابة ن وكوبرى قصر النيل بين ميدان الاسماعيلية والجزيرة والكوبرى الاعمى نسبة اللا البحر الاعمى وهو فرع النيل الذى يجرى تحته أو كوبرى الانجليز الجلاء فيما بعد بين الجزيرة وبر الجيزة

ـ امتلاء الفراغ بين القاهرة القديمة وساحل النيل مع بقاء فراغ كبير على الساحل الغربى

ـ ظهور شارع الخليج بدلا من الخليج من فم الخليج الى غمرة

ـ خريطة 1930م

وقد أعادت مصلحة المساحة المصرية نشر خريطة الحملة الفرنسية للقاهرة سنة 1930 بناء على أمر الملك فؤاد الأول ملك مصر مُوَضّحا عليها التغييرات التي طرأت على مدينة القاهرة على امتداد 130 سنة من زمن الحملة حتى سنة 1930.

هذة خريطة مأخوذة عن خريطة المساحة المصرية تبين عم مزيد من اتساع مساحة القاهرة جنوبا وشمالا وغربا عبر الجزيرة والروضة والساحل الغربى للنيل ، كما تظهر الخريطة زيادة عدد الكبارى على النيل الى ثمانية فظهر كوبرى أبوالعلاء بين بولاق والزمالك وكوبرى الزمالك بين الزمالك وامبابة وكوبرى المنيل وكوبرى الملك الصالح وكوبرى عباس بين الروضة والجيزة2

ثم اعتمدت عليها الخريطة التي وضعها عالم الآثار الاسلامية كريز ويل K.A.C.Creswel التي طبعت أولا وصدرت مع كتاب “مساجد مصر” الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية سنة 1948 ومعها فهرس للآثار الاسلامية بمدينة القاهرة ثم أعيد طبعها بعد ذلك أكثر من مرة

والى جانب هذة الخرائط المساحية فهناك خرائط تاريخية للفسطاط وقلعة الجبل والقاهرة الفاطمية رسمها على التوالى اعتمادا على خريطة وصف مصر كل من كازانوفا ورافيس فى دراستهم السابق الاشارة اليها