عابـدين ولـد صـغير تجـاوز الثانيـة عـشرة مـن عمـرة بقليـل، يعـيش مـع جَدتِـهِ لأبيـهبعد أن ماتت أمه وانشغل أبوه بأعمال التجارة، كان عابدين يعشق البحر ويتمنـى لـوكـان بحـارًا يملـك مركبًـا كبيـرًا للـصيد، وكانـت أحلامـه تـدور حـول البحـر والـصيدوالمراكب، وكثيرًا ما جلـس مـع جدتـه التـي كانـت تحكـي لـه عـن جـده الحـاج حـسنوالـذي كـان شـيخًا للـصيادين وكيـف كـان يملـك الكثيـر مـن مراكـب الـصيد، وكـانعابدين كلمـا سَـمِعَ مـن جدتـه حكايـات جـده زاد حبـه للبحـر والـصيد، ولكنـه يـسمعكلامًـا وحكايـات ولـم يَـرَ بِعَيْنِـهِ كيـف يعـيش الـصيادون، وكيـف يركبـون البحـر، وظـليُلِ ح على جدته في أن تأخذه إلى قرية الصيادين يوًمًا حتى يقترب من عـالمهم ويـرىمراكبهم ويعرف حياتهم التي تَمَنى أن يعيشها، وذات يوم زَفتْ إليـه جَدتُـهُ نَـبَـأً  سـاراوهو أنها ستذهب عند أخت لهـا تعـيش فـي قريـة الـصيادين، وعنـدها تهللـت أسـاريرعابدين، وفرح فرحًا كبيرًا، وأعد نفسه للذهاب مع جدته، وبعد ساعات قليلة كانت الاشجار بجانبة وعنـدما اقتـرب عابـدين مـن القريـة شـاهد البحـر، وشـاهد الكثيـر مـن المراكـب؛بعـضها صـغير وبعـضها كبيـر، ورأى الكثيـر مـن الـصيادين الـذين يعملـون فـي نـشاطوحماس، وفجأة توقفت السيارة عند أحد بيوت القرية؛ حيـث نزلـت جدتـه وخرجـتمِنَ المنزل سيدة كبيرة

رحبَـتْ بهـا ترحيبًـا  حـارا، ونظـرت الـسيدة إلـى عابـدين وقالـتللجـدة: أظنـه عابـدين حفيـدك الـذي حـدثتني عنـه كثيـرًا، فـردت الجـدة: نعـم هـووعليـكِ أن تـشكريه فهـو الـذي ألـح عل ـي فـي القـدوم إلـى هنـا؛ لأنـه يعـشق البحـروالصيد، ويريد أن يرى حياة الصيادين وبيوتهم ومراكبهم.