المحتوي
المسجد الاقصى في القرن العشرين
وفى القرن العشرين وفى عهد الانتداب البريطاني من عام (1920 ـ 1948) حيث كان يشرف على مقدسات القدس المجلس الاسلامي الاعلى بفلسطين ، وقد سارع المجلس باستدعاء المعمار التركي كمال الدين سنة 1922م للكشف على المسجد الاقصى لمعرفة سبب تصدعه ، فتشكلت لجنة من المعمار كمال الدين ومعمارين من مصر قامت بعملية الترميم التي استمرت ثلاث سنوات ([1]) ولقد شارك فى أعمال الترميم المهندسون نهاد بك ورشدي بك وجمال الدين بك المعمارو المعمار حسن بك ، وانفق على ذلك من الأموال التي تبرع بها الشريف حسين بن على ملك الحجاز وسكان الحجاز والملك فيصل بن الحسين ملك العراق ، ونظام حيدر اباد الهندي وسكان الهند ، ومن التبرعات التي جمعت من أهل الكويت والبحرين ومصر وسوريا .
ولقد انجزت هذه الأعمال تحت اشراف ورعاية الحاج محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين ورئيس المجلس الاسلامي الاعلى وكانت اهم الاعمال التي تمت فى هذه العمارة
دعم الأقواس والأعمدة الثلاثة الضعيفة فى الناحية القبلية السفلية من المسجد فى القسم القديم منه بدعائم جديدة من الخرسانة المسلحة (الباتون)
استبدال الأعمدة الشمالية القديمة التي تقوم عليها القبة ووضع أعمدة جديدة مكانها .
استبدال أربعة أعمدة وستة اقواس في الجناح الذي يحيط بمنطقة القبة من جهة الغرب ووضع أعمدة وأقواس جديدة مكانها
اعادة بناء القسم الغربي من الحائط القبلي للمسجد بالحجارة واحداث نوافذ كبيرة فيه ([2])
عمارة السقف الخشبي لجناح القبة الشرقي
زخرفة واجهة المحراب وأقواس القبة
ازالة القصارة التي كانت على واجهة القوس الموجودة فى الناحية الشمالية من القبة ، وترصيع القبة نفسها بالفسيفساء
ترضيع الحائطين القبلى والغربي بالفسيفساء الملونة
ترضيع ثلاثين نافذة بالجص المحفور المزين بالزجاج الملون فى حائط القبلة والمحراب والحائط الغربي للمسجد وسقف الجامع
ولقد سجلت هذة الأعمال في الجزء الواقع ما بين القبة والجدار القبلى الذي فيه المحراب وسقف الجامع ونص الكتابات .
“جددت قبة المسجد الاقصى فى زمن المجلس الاسلامي الأعلى فى ذي الحجة سنة 1349هـ 1927م ” ([3])
ولكن ما كاد هذا التعمير يتم حتى وقع زلزال سنة 1927م والذي الحق أضرارا بالبناء ظهرت آثاره سنة 1936 ([4])
وكان من نتيجة ذلك أن تخربت بعض أقسام المسجد فاستدعى المجلس الاسلامي الاعلى بفلسطين مدير ادارة حفظ الآثار العربية بمصر المهندس محمود باشا أحمد والسيدين محمد بك نافع وعبد الفتاح بك حلمي الذين عملوا فى اصلاح ما تخرب واعادوا بناء المسجد فى قسمه المخرب من جديد على نفس الطراز الذي كانت عليه فى العهدين العباسي والفاطمي ، كما قام المهندسون بدعم الرواق الاوسط ، وأبدلوا بالجملون الخشبي الذي كان يستره جملون آخر من الحديد ، وقد سجلت هذه العمارة فى كتابات نصها :
“جدد المجلس الاسلامي الاعلى القسم الشرقي والرواق الاوسط وواجهة الرواق الشمالى للمسجد الاقصى المبارك باشراف ادارة الآثار العربية بمصر ، وكان بد العمل فى سنة 1357هـ والفراغ منه فى السنة 1363هـ ، وأمرت الحكومة المصرية بتجديد السقف الخشبي الاوسط فى عهد جلالة الملك الصالح فاروق الأول حفظه الله وأيد ملكه فى السنة 1363 هـ ” ([5])
الوصف الحالى للمسجد الاقصى (الجامع القبلى)
يقع المسجد الاقصى في الجهة الجنوبية م نرقعة الحرم الشريف ، وهو فى صدر الحرم القدسي عند القبلة ([6])
والمسجد من الناحية المعمارية يتكون من مستطيل يبلغ طوله 80م وعرضه 55م ، وهو مقسم الى خمسة عشر رواقا يتوسطها مجاز عمودي على حائط القبلة ويقسم المسجد الى قسمين متساويين ، ورواق المجاز أكثر اتساعا من الاروقة الجانبية ، كما ان سقفه يعلو السقوف الجانبية ([7])
ويقوم بناء المسجد على ثلاثة وخمسين عموا من الرخام بينها تسع وأربعون سارية مربعة مبنية من الحجارة ، ويبلغ ارتفاع العمود خمسة أمتار ، ويبلغ ارتفاع السارية خمسة أمتار ايضا ، وتعلو الأعمدة والسوارى اقواس حجرية اتساع كل منها تسعة امتار ([8])
والسقف الحالى للمسجد يكون من جمالون مرتفع يغطي الممر الأوسط ويتعامد عليه جمالون عرضى ومنخفض عن الاول ، ويسد بعض الفتحات الجانبية لمنور لسقف ، وهذا يثبت انه ليس بالسقف الاصلى للمسجد اذ أنه يجب ان يكون مكونا من جمالونات تجرى موازية للجمالون الأوسط بعدد البلاطات المكونة للمسجد بحيث تتعامد مع حائط القبلة ولا تسد فتحات منور السقف الجانبية ([9])
وسقف المسجد وشكل جملون المجاز العريض مع سقوف الأروقة الجانبية ورأس القبة التي ينتهى بها المجاز والتي تعلو المحراب كل ذلك يجعل المسجد يشبه فى شكله وتخطيطه الجامع الأموي بدمشق ([10])
وأول ما يقابلك من المسجد عند مدخله من الجهة الشمالية رواق كبير أنشأه الملك المعظم عيسى صاحب دمشق سنة 634هـ وجدد من بعده ، وهو مؤلف من سبع قناطر عقدت على ممشى ينتهي الى سبعة ابواب كال باب يؤدى الى كور من أكوار المسجد السبعة ([11])
ويعلو محراب المسجد قبة كبيرة ترتكز على اثنى عشر عمودا كل ثلاث منها فى ركن من اركان المربع الذي تقوم فوقه القبة ، وقد جدد صلاح الدين محراب المسجد سنة 583 هـ وزخرفة بالفسفساء المذهبة ، وما يزال المحراب يحتفظ بتاريخ هذا التجديد المكتوب بالفسفساء المذهبة على ارضية زرقاء داكنة ونص الكتابات :
“بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذا المحراب المقدس وعمارة المسجد الاقصى الذي هو على التقوى مؤسس عبد الله ووليه يوسف بن ايوب ابو المظفر الملك الناصر صلاح الدنيا والدين عندما فتحه الله على يديه سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وهو يسأل الله ادامة شكر هذه النعمة واخبرك خطة من المغفرة والرحمة ”
ويحيط بالمحراب شريط من الكتابة يحتوي على اية الاسراء “سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع العليم ” ، وأية اخرى “واتنا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى اسرائيل الا تتخذوا من ردنى وكيلا” ([12])
أبواب المسجد
يمتاز المدخل المسجد الأقصى بمداخلة المتعددة حيث نشاهد سبعة مداخل معقودة بالواجهة الشمالية يفضى كل منها الى بلاطة من بلاطات المسجد السبع والمدخل الرئيس منها يعلوه عقد ذو اطار مفصص هذا بالاضافة الى مدخل ثامن بالجدار الشرقي يقع داخل حنية ضحلة ، ويعلوه ايضا عقد مفصص ، واثنان اخران بالجدار الغربي احدهما يدخل منه النساء فى طريقهن الى الجامع المعروف باسمهن ـ جامع النساء ـ اما المدخل الحادي عشر فهو يقع بالجدار الجنوبي ويفضى الى زاوية صغيرة كانت في الاصل مدرسة ([13])