من المآذن الجميلة التي تلفت الانظار اليها ويقف أمامها الانسان مشدوها بجمالها وروعة بنائها مئذنة جامع احمد ابن طولون والتي تعد من المآذن الفريدة فى مدينة القاهرة بل فى مصر كلها حيث لا يوجد لها مثيلا في القطر المصري كله وهي تشبه الى حد كبير مئذنة جامع المتوكل فى مدينة سامراء بالعراق والمعروفة بالملوية . وتتكون المئذنة من قاعدة مربعة يعلوها الطابق الاول وهو اسطوني الشكل يعلوه طابق آخر مثمن ويحيط ببدن المئذنة من الخارج سلم يسير في اتجاه عكس عقارب الساعة وترتفع المئذنة عن سطح الارض أربعون مترا وأهم ما يميزها هو وجود العشارى وهي عبارة عن سفينة خشبية صغيرة وضعت أعلى المئذنة وكان يوضع بها القمح لكي تأكله الطيور وعن بناء هذه المئذنة بهذا الشكل يحدثنا المقريزي في خططه فيقول (ان احمد ابن طولون كان لا يعبث بشئ قط فاتفق انه أخذ درجا ابيض بيده وأخرجه واستيقظ لنفسه وعلم انه قد فطن به واخذ عليه لكونه لم تكن عادته فطلب المعمار عن الجامع وقال تبنى المنارة التي للتأذين هكذا فبنيت على تلك الصورة) وحدث أن تهدمت هذه المئذنة وأعاد بنائها على صورتها القديمة السلطان المملوكي حسام الدين لاجين عام 696 هـ 1297 م لم تكن هذة المئذنة هى الوحيدة بالجامع ولكن كان هناك مئذنتان أخريان تكتنفان جدار القبلة فى طرفيه الجنوبى والشمالى شيدتا فى عهد الناصر محمد ابن قلاوون ولكنهما سقطتا ولم يعد لهما وجود