جامع ابن طولون أكبر مساجد القاهرة المحروسة والناجى الوحيد من مذبحة القطائع أبو العباس أحمد بن طولون مدينة جديدة تمتد من المقطم الى جبل الكبش أسماها القطائع، وبنى قصرة سنة 870م وأمر رجاله أن يشيدوا بيوتهم حوله حتى اتصلت عمار القطائع بالفسطاط. وأحمد بن طولون ولد ببغداد سنة 22 هـ (835م) وكان أبوه مملوكاً تركياً من بلاد منغوليا. تلقى علومه العسكرية في سامرا وتثقف ثقافه دينية وحصل على قسط وافر من العلم. وكان شجاعا فارسا. رافق الخليفة العباسي المستعين عندما نفي إلى واسط. أوفده الأمير باكباك ليحكم مصر نيابة عنه، فجاء إلى مصر سنة 868م مفوضا على الفسطاط وأسيوط وأسوان وقيادة الجيش ثم ضمت اليه الاسكندرية. ثم ما لبث ان استقل بمصر كلها والشام. توفي سنة 270 (884م). بناء الجامع بدأ احمد بن طولون بناء جامعه سنة 263 هـ (876م) بعد أن شكا الناس اليه ضيق جامع العسكر بهم وكمل بناؤه سنة 265هـ (879م) 1. وقد بناه فوق هضبة تتوسط القطائع عرفت بجبل يشكر. ويعد جامع ابن طولون ثالث مسجد جامع اقيم في مصر الاسلامية بعد جامع عمرو وجامع العسكر الذي اندثر بعد زوال مدينة العسكر وموقعها اليوم حي زين العابدين والمذبح بالسيدة زينب 2. بلغت مساحة المسجد الكلية حوالي ستة أفدنة ونصف ( حوالي 27000م2). وظهرت في عمارة المسجد الساليب المعمارية العراقية التي وفدت من سامرا الى مصر مع دخول احمد بن طولون سواء من ناحية التصميم أو التخطيط والزخرفة. يتكون المسجد من صحن مربع مكشوف في الوسط تحيط به اربعة أروقة اكبرها رواق القبلة، ويحيط بالجامع من الخارج زيادات من ثلاث جهات ما عدا حائط القبلة الذي كان يوجد به دار الامارة. مساحة المسجد بدون الزيادات 122.26م × 140.33م مساحته بالزيادات 162× 162.64م وجدرانه مبنيه بالطوب الاحمر . عقود الأروقة مدببة ترتكز على دعائم مستطيلة القطاع مبنية بالطوب مقاس كل منها 2.50م × 1.30م في اركانها الاربعة اعمدة وتيجان، ولم تستخدم الاعمدة الرخام في حمل العقود. وتوجد في بطون العقود زخارف جصية بنفس اسلوب زخارف سامرا. في وسط الصحن فوارة ( فسقية) يعلوها قبة أنشأها السلطان لاجين سنة 1296م محمولة على اربعة عقود طول كل من ضلعيها الشمالي والجنوبي 12.75م والشرقي والغربي 14.10م. وفي جدار القبلة خمسة محاريب جصية غير مجوفة منفذة على الجدران احدها أمر بعمله الوزير الافضل شاهنشاه بن بدر الجمالي سننة 1094 في أواخر حكم المستنصر. كما يوجد محراب من القصر الطولوني . ومحراب نفذه السلطان المنصور لاجين 3 سنة 1296م. جدرانة مغشاه بفسيفساء الرخام يعلوها كتابات بخط النسخ وقد قام السلطان لاجين بتجديد الجامع وتعميره تجديداً شاملا وفاء لنذر قطعه على نفسه اثناء هروبة واختبائه داخل مئذنة الجامع وكان مهجوراً متخربا. وعندما تولى السلطنة 1296 – 1298 م وفى بالنذر. يجاور المحراب منبر من الخشب بحشوات من خشب الساج الهندي وهو من عمل السلطان لاجين.